تصالح مع عقلك، كما تتصالح مع جسدك

تصالح مع عقلك، كما تتصالح مع جسدك

تصالح مع عقلك، كما تتصالح مع جسدك

“وجبة ….. إبداع وابتكار ” ..”تصالح مع عقلك، كما تتصالح مع جسدك”

لا بد أن تبدع….لكي تنمو وتكون مصدراً للإلهام، فلا بد للخيال أن يرشدك. إن العقول المتفوقة هي التي تنبض باستمرار وتستخدم وجباتها التي تجعل الحصول على المعرفة ممكناً بحكمةٍ وإبداعٍ، وتشكل تيار معرفي لا ينقطع من الأفكار الحافزة والمبدعة، وتنال نصيبها من الفكر المعرفي بمجرد أن تتصالح مع عقلك وتعرف احتياجه كما تعرف احتياج جسدك.

العقل مفتاح النجاح في الحياة، وطالما حققت له ما يريده من غذاءٍ واهتمامٍ ورعايةٍ، فلا بد وأن يهبك إبداعاً أكبر في التفكير عند استخدامه، فإذا حفزته وآثرته بالتفكير السليم وهيأت له أدوات التعلم والتعليم فسوف يمنحك حلولاً مثيرةً للإعجاب في ممارسة حياتك الشخصية والمهنية، فلا يستغنى المرء لاستمرار نشاطه البدني والعقلي عن وجباتٍ متوازنةٍ تحتوي العناصر الضرورية لتنفيذ خططه  الشخصية والمؤسسية وذلك ضمن جرعات تتكامل مع بعضها لتحقق الهدف منها.

لا بد أن تبدع … واعرف بأنك تملك كل المقومات، واعرف بأنك تملك أفضل وأكبر المصانع في العالم وأبدع المنتجات المخزنة التي تنتظر التحفيز لكي تظهر، ولكن إذا لم تغذ هذا المصنع بالمعارف وتعطيه المدخلات اللازمة فلن يتكون لديك القدرة على المعرفة للابتكار في الأفكار، فلا فائدة من هذا المصنع البائس الذي تقوده بيدك – للأسف – إلى الإنتحار.

ولا بد أن تعلم أنه في الحالة الطبيعية يستخدم الشخص العادي 1% من عقله في مجالات الإبداع والتذكر والتعلم، وإن عدم استخدام الطاقة الكاملة بداخل عقولنا يغيب عنا الإبداع أو تقديم أي فكرة جديدة عند طلب العقل لذلك، إذاً .. كيف نستخدم القدرة والطاقة الكاملة في عقولنا؟

حتى الأن لم يحدد علماء الإدارة معظم تعاريف علم الإدارة ولم يتم الاتفاق عليها، إلا أنهم قد اجتمعوا قاطبةً على الوجبات الضرورية ليمارس العقل نشاطه الطبيعي لإنتاج المعرفة المقرونة بالإبداع، ومن ثم فما هو الغذاء لدماغ لا يزيد وزنه عن 1400 غرام، والذي يعمل في تنظيم الأفكار أيضا، ويفوق في تركيبه وقدراته تركيب الكون كله، فمن الثابت علمياً أن الطول الكلي للمسارات العصبية في الإنسان البالغ يبلغ نحو 5,8 مليون كيلومتراً, وهي مسافة تعادل محيط الكرة الأرضية نحو 145 مرةً، فإنه وبالضرورة بحاجة إلى عدد وجبات علمية لا نهائية، فكيف يتم تغذيته ليقوم بواجبه الطبيعي في المماراسات اليومية وليتمكن من تطويرك ومن الارتقاء بأفكارك التي ترشدك بدورها إلى الإبداع والابتكار، شرط الاستمرارية والديمومة بجرعات متفاوتة.

إن الكشف المبكر على الشخص الطبيعي أو الاعتباري (المنظمات) لتوضيح النقص في نوع الغذاء واستخراج نقاط القوة وفرص التحسين، ومن ثم تحديد العنصر اللازم لاستكمال المعارف، وهنا لا بد لنا من الخوض في التفاصيل وإجراء التحليل العلمي المناسب لمعرفة المدخلات التي يتناولها في وجباته وكيفية التفاعل فيما بينها والمخرجات الإبداعية، فكثير من المنظمات والأشخاص يفتقدون الإبداع والتجديد، فما كان مثيرا وجديدا بالأمس أصبح مملاً اليوم، فالتوصل الى فكرةٍ إبداعيةٍ عظيمةٍ واحدةٍ فقط لم يعد كافياً في عصر الإبداعات والابتكارات، وانما المهم هو ابتكار عدد غير محدود من الأفكار الجديدة، ولكن كيف يتحقق هذا؟

ومن المعروف أن الإنسان الطبيعي له دورة حياة طبيعية يمر خلالها بمراحل بها من النشوء والولادة والنمو والموت، فهل ينطبق هذا السلوك على المنظمات؟أي هل تعتبر المنظمات حية مثل الإنسان؟ وهل تمر بدورةٍ حياةٍ معلومةٍ أو شبه معلومةٍ كما الإنسان الطبيعي؟

إن هذا المنظور الجديد لدورة حياة المنظمة يقلب الموازين الإدارية تماماً، فلم يعد مقبولاً الآن القول بأن المنظمة كيان ثابت لأنها وفقاً لهذه الرؤية الجديدة تعتبر كائن حي يتحرك باستمرار وهي تتطور وتتغير، والتعامل معها على أساس أنها كائن حي يمر بمراحل عمرية عديدة، مما يجعلنا عارفين مسبقا أن تشخيصنا لهذه المنظمة في لحظةٍ أو موقفٍ معينٍ لن يبقى صالحاً بعد الآن، لأن المنظمة تسير وتنمو وتنضج وتتدهور … وهي بالتأكيد سوف تتغير تبعاً للمرحلة التي تكون فيها.

فهل المنظمات تزيد معارفها وخبراتها؟ وهل المنظمات تقرأ؟

ومما لا جدال فيه أن المنظمات التي لا تقرأ ولا توجه موظفيها لذلك فلن تنهض ولا تتطور ولا تتقدم، فليس هناك وسيلة أخرى لاكتساب المعارف وتطور المنظمات وبقاءها سوى المعرفة التي هي نتيجة تفاعل حيوي بين جميع مكونات المنظومة المعرفية من الخبرات البشرية والإمكانات المادية والتكنولوجيا والبحث والتطوير والدراسات، فهذا الإنتاج المعرفي والمخزون الذي يزهر عمل المنظمات في عصر الابتكارات فتنمية الثقافة والمعرفة بالقراءة يساعدنا على إخراج مارد الإبداع والابتكار القابع فينا … فهيا اطلق العنان له.

إن عدم استخدام المنظمات لمعارفها بشكل منتظم ومخطط يجعلها في عداد الأموات!

فالمعرفة أهم ثمرات العقل البشري ومنجزاته، وهي ما يميز الشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للرقي والصدارة فهي تحفز الذهن وتوسع المدارك والقدرات، وتحسن مستوى الذاكرة لدى الإنسان وتنمي العقل، وتحقق الشعور بالسعادة وراحة البال، كما وتعتبر مصدرا للترفيه والاسترخاء … يقول عباس العقاد “اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مراتٍ أنفع لك من أن تقرأ ثلاثة كتباً جيدةً”، وقديماً قيل لأرسطو : كيف تحكم على إنسان ما؟ فأجاب : أسأله كم كتابا يقرأ وماذا يقرأ؟

إن القراءة من أهم الاولويات والتي يجب الالتزام بها وانجازها، فمن خلالها يكتسب الإنسان الطبيعي والاعتباري (المنظمات)المعارف والعلوم والأفكار والمبادئ، إذاً فكيف تنتقل المعارف؟وما هي أنواع المعارف وكيف يتم الاستفادة منها وتجنيدها لمصلحة المنظمة، للنهوض بها ومواكبة التطورات الحديثة وإحداث أثر في محيطها أيضا؟ وكيف تستخدم قوانين المعرفة العقلية لتحولها لنجاحٍ مستدامٍ يعود على المنظمة وعامليها وبالضرورة على المجتمع؟ وليس فقط لتبقى على قيد الحياة.

فالمعرفة هي الأصل، وهي أهم عناصر الإنتاج وتشكل ميزة تنافسية في الاقتصاد الجديد (اقتصاد المعرفة)، فمن يمتلك المعرفة بالوقت المناسب والجودة المناسبة يمتلك القدرة على ما فوق التميز، وبدأ بتسخيرها للإبداع والتطوير كونها الوسيلة الوحيدة التي تبني الحضارات وتطوّرها، فمن ينشد الإبداع أشخاص أوالمنظمات فما عليه إلا تغذية الفكر المعرفي بالتركيز على المجال أو التخصص المراد الإبداع فيه، ويزيد من خبراته عن طريق التواصل البناء واكتساب الخبرات، وتطبيق ما معرفته على أرض الواقع، فنحن في القرن الواحد العشرين قرن ثورة التكنولوجيا والإنترنت، حيث أصبحت فكرة التعلّم سهلة جداً ولا تحتاج إلى تعب وإنما إلى أشخاص يرغبون بالتعلّم وكسب الخبرات وزيادة الفرصة المتاحة لهم باستثمارها بما ينفعهم في العلم الذي يريدون أن ينهلوا منه، فالقراءة هي الوقود للعقل البشري والأكسجين للدماغ، ولا شك أن الحروب ليست هي فقط التي تقضي على الدول والحضارات وتمنع التطور والتقدم، وإنما أيضا عدم القراءة والتعليم والتعلم واكتساب المعارف ونقلها واستخدامها الاستخدام الأمثل في المجتمع.

فالمصالحة مع الذات ضرورة يحتمها النجاح، ومعرفة ما يحتاجه عقلك من وجبات معرفية هو دليل تحليلك لذاتك أو منظمتك، وكذلك معرفتك بنقاط ضعفك وقوتك، فإن إدراك نقاط الضعف هو الخطوة الأولى والحقيقية للنجاح … وما عليك إلا أن تبادر بإدراك ذلك.

المراجع:

  1. دانيال اتش . بينك – عقل جديد كامل – مكتبة جرير – 2015
  2. (بوزان ، توني – كتاب خرائط العقل في العمل – مكتبة جرير – 2006) .
  3. موقف شوف . كو . مقالة بعنوان القراءة غذاء النفوس وطب العقول .
  4. عباس العيداني – العلم غذاء العقل – شبكة الأنتريت – 2013

 

استبصار، استشراف، تخطيط استراتيجي، تميز، جودة، إبداع، ابتكار، مسؤولية مجتمعية،  تميز مؤسسي،معرفة،جودة التميز 

مقالات ذات صلة

الابتكار

تعريف الابتكار الابتكار هو عملية إنشاء وتطوير فكرة جديدة أو تحويل فكرة موجودة إلى حقيقة ملموسة. إنها عملية تتطلب التفكير الإبداعي والتخيل والاستعداد للتغيير. يتميز…

الردود

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *