أهم التحديات المستقبلية، تحدي القيم
أهم التحديات المستقبلية، تحدي القيم
أهم التحديات المستقبلية، تحدي القيم
بقلم : أمين سامي خبير الاستراتيجية وقيادة التغيير
تغييرات هيكيلية وكبيرة تحصل اليوم وغذا في مختلف المجالات، فنحن أمام ثورة حضارية في قادمة ثورة عنوانها الأبرز الأزمة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأسرية و التعليمية والرياضية… أزمة يتحول معها العالم من حالة التوازن والاستقرار إلى حالة اللاتوازن واللاستقرار حالة الفوضى وأي فوضى حالة العالم ماقبل كورونا فيروس ليست هي حالة العالم بعد كورونا فيروس وجذري القردة وأنواع جديدة من الفيروسات حالة تغيرت معها المجتمعات وسلوكات الأفراد والمنظمات والدول وتغيرت معهم قيمهم فالقيم اليوم هي مربط الفرس هي المقود الذي سيوجه العالم غذا وعليه سيتم وضع البرامج والمناهج والمخططات التنموية والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها،…
لقد أضحى العالم اليوم يعرف صراعين قويين صراع ظاهر وصراع خفي، ولعل صراع القيم هو المحرك الأساسي لباقي الصراعات الأخرى الظاهرة، إن منظومة القيم اليوم تعبر عن قيم المجتمعات ومبادئها وحضارتها، فالراسمالية العالمية المتوحشة اليوم من خلال مؤسساتها الدولية المختلفة، ومراكز تفكيرها وجمعياتها الدولية النشيطة في مختلف المجالات تحاول تمرير مجموعة من القيم الشاذة والهادمة للحضارات من أجل خلق جيل من الضباع الغير القادر على التمييز والتفكير بعقلانية وتجرد وغير قادر على التفكير النقدي للأشياء والبرامج والمشاريع وبالتالي التبعية الصماء لما يقدم له في مختلف المجالات.
إن القيم تستمد قوتها من التفكير الجمعي للمجتمع وارتباطه بها ويتم تمريرها وغرسها من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية : الأسرة، المدرسة، دور الشباب، الإعلام الهادف والتوعوي، الصحبة النافعة، الجمعيات الخيرية الجادة، الشركات المواطنة، المؤسسات الحكومية القدوة كلها مؤسسات تساهم في غرس القيم النبيلة في نفوس الناشئة وتجعلهم يعتزون بقيمهم وثقافتهم، فالرأسمالية العالمية المتوحشة تخشى اليوم أن تبقى فئة من الأشخاص خارج الصندوق واكتشاف الواقع بمختلف تجلياته وأشكاله فهي تسابق الزمن وتجعل العالم أكثر تعقيدا وتساهم في خلق الأزمات كل هذا من أجل فرض السيطرة والتحكم في عقول البشر ونشر قيم الفساد والقيم الشاذة و غرس نظام التفاهة بمختلف تجلياته كي تبقى محافظة على تقدمها وسيطرتها فسياسة الماكرين واحدة لا تتغير عبر الزمن، قد تتغير تمظهرات المكر وظهور أشكال جديدة بمسميات مختلفة ولكن السياسة هي نفسها.
إن تحدي القيم من التحديات الهيكلية الكبرى التي سيعرفها العالم والتي تعتبر اليوم أن غياب القيم سيولد أزمة الهوية وبالتالي فنحن أمام إما أن نكون أو لا نكون، فالرأسمالية المتوحشة تسعى بكل الطرق التعليمية أو الاستثمارية، أو الابتكارية(خلق منتجات جديدة أو خدمات جديدة) هدفها الظاهر خلق القيمة المضافة وباطنها زعزعت منظومة القيم وخلخلتها من أجل خلق فوضى خلاقة تصب في صالحها وصالح مؤسساتها، ولعل مونديال قطر 2022، أبان عن الوجه الحقيقي للصراع الخفي الذي يحاول الغرب نشره في المنطقة العربية بشكل خاص والدول النامية والفقيرة فالصراع في قطر في المونديال صراع اقتصاد وفكر وقيم فالدول الفقيرة أو السائرة في طريق النمو ليس من أن تتجاوز دور الثمن أو الربع فمابالك أن تصل إلى دور النصف وتحلم بالفوز، هذا من سابع المستحيلات كما أن التشبت بقيم الوطن يزعج النظام العالمي الجديد لانه يسعى إلى خلق منظومة قيم جديدة ارتباطها الأول والأخير للإنسانية بدل قيم الوطن والأسرة والمجتمع الأصلي، وبالتالي فالرأسمالية المتوحشة ذكية جدا فهي تستثمر في الآجال الطويلة جدا وتنشر سمومها في مواقع التواصل الاجتماعي، والبرامج المانحة للمنظمات الدولية والاعلام والفن و المسرح ومراكز التفكير التي تعتبر القوة الناعمة الجديدة من أجل إحداث فوضى خلاقة وضياع الهوية.
الردود